لم تكن - معلش لمي





تنثر الرماد في حلقي، وتزرع شكوكها على أصابعي
كل ما أفعل قبيح. كل ما أفعل لا يُرى. 
تطفئ مرآتي ونهديّ، ثم تدير عينيها عني باطمئنان
تؤمنُ بالغيب، فغابت. تؤمن بالقدر، فتخلّت. تؤمن بالنصيب، فلم تحبّني.
ذهبتُ إلى الفلك الأسود وعدت كما كنتُ وكما سأكون، وحيدة، بلا لمسة على جلدي ليزهر المشمش، بلا محبة على رموشي لتخضرّ الأحلام، بلا يديها على ظهري لأرفع رأسي وأتنفس. لم تقل لي يوماً بأني جميلة، وضربت ظلّي كثيراً حتى آلمتني أطرافي.
في عالمي بيت، في بيتي غرف، في غرفتي صحراء، في صحرائي شجرة، تحت الشجرة تخت، في التخت عذراءٌ، للعذراء عينان، عينان مطفئتان، عينان تبكيان.
نحن بئران، بيننا سبعون صحراء وسماء لا يجتازها طير ولا صدى.
لم تقل لي يوماً بأني جميلة، انكسر ماء رقبتي، والتويت على قلبي فأكلته حتى الصدأ، قصصتُ أصابعي، مشّطت خدودي، خلعت وحدتي، لبست كرهي لذاتي، أكلت آخر شريان، تعثّرت بمركبٍ في لعابي ووقعتُ. 
لم تكن في أذني أغنية قبل النوم، أو كلمة حكيمة، أو معلش، أو أي صوت أتكئ عليه عندما أغرف الطين لأسكبه على صورتي، 
لم تكن في يدي يداً بل ريحاً متقلّبة، تأكلك ثم تطعمك لكي تتجشأ نفسك كوحش صغير قبيح.
هي لم تكن. لم تكن. 
ولكنى لازلت أناديها 
أمي 
*


عندما لا تلق الحب ممن عليه أن لا يعطيك سواه، وعندما تكون يافعا حساسا تبنيك الكلمة الطيبة، ثم لا تتلق أي منها، سيتحول جلدك إلى قشر صدفة، سيذهلك الخواء الذي يتركك منبوذا على شاطئ البحر. ستظن انك قبيح، لانها لم تخبرك انك جميل، فلم تصدق احدا قال عنك جميلا، وآذيت نفسك -ولازلت تؤذي- جسديا وعاطفيا ومعنويا بناء على افتراض انك لست كذلك.
ولكنه ليس خطؤك.


Comments

Popular posts from this blog

الشاعرة ليلى عيد حين جاء الحب

وديع سعادة - الطريق

جبران أعطني الناي و غني