أنا الرّجل السيء/ كان علي أن أموتَ صغيراً - رياض الصالح الحسين
و أذكر أنَّ المرأة الزرقاء عندما رأتني أبكي جثثًا و فقراء قالت: عيناك مرآتان لخمسين قارَّة من الوجع و الانتظار و قالت المرأة التي ترتدي العاصفة و الوحوش: أنت تعرف الكثير عن صبايا الأزقَّة المغلَّفات بالأقفال البلاستيكيَّة الملوَّنة و الأطفال الأغبياء المتمسِّكين بالأحصنة الخشبيَّة و نهود الأمَّهات و قالت المرأة بعد أن فتحت شاشتي عينيها: (كان ثمَّة عاشق يرعى فيهما شجرًا و معتقلات) يداك قاسيتان و وديعتان و أصابعك نحيفة و معذَّبة فهل لمست بهما الرغيف الثمين أو الشفاه الرماديَّة المرتعشة؟ هل قبضت على العالم؟ و قالت المرأة لي: أنت تهذي كثيرًا بأسماء الأسماك و الأعشاب البحريَّة و تفتح مملكة دماغك ليل نهار لقوافل الغجر التائهة و تمزِّق بأظافرك لحم الأبواب و الجدران السميكة فأيّ الأشياء أحبّ إليك: أن تمضغ بشراسة رؤوس العصافير؟ أو أن تكسّر الصحون و الموائد المصنوعة من خشب الجوز؟ و قالت لي أيضًا و هي تنظر إلى الرأس المشوّه المتوتّر في لوحة لسعد يكن: أمك بجانبك تنحني عليك كيمامة و أصدقاؤك يقبلون في المناسبات و أنا أدفئك في ليالي تش...

Comments
Post a Comment