الحُرية - رياض الصالح الحسين

الحُرية

لَا فَائِدَةَ مِنْ الصُّرَاخ

مَا دَامَ الصَّوْتِ لَا يَخْرُجُ مِنْ زِنْزانَة الْفَم

لَا فَائِدَةَ مِنْ الْبُكَاءِ

مَا دَامَتْ المناديل لَا تَكْفِي لتجفيف الدُّمُوع

لَا فَائِدَةَ مِنْ الطَّرِيقِ

مَا دَامَتْ الْإِقْدَام مدججة بِالسَّلَاسِل

لَا فَائِدَةَ مِنْ الثِّيَابِ

مَا دَامَ الْجَسَد مملوءاً بِالسَّكَاكِين

لَا فَائِدَةَ مِنْ الْحَبِّ

مَا دَامَتْ القُبلة جَرِيمَة قَانُونِيَّةٌ

لَا فَائِدَةَ مِنْ الرَّغِيف،

مَا دَامَ الْقَلْب سَيَظَلّ جائعاً

لَا فَائِدَةَ مِنِّي

مَا دُمْت سَأَمُوت دُون رَغْبَة

و ثَمَّة فَائِدَةٌ لِكُلّ هَؤُلَاء

عِنْدَمَا نمضغ عِنَب الْحُرِّيَّة .

بَيْنَ يَدَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ ، الْمَدَارِس يَعْنِي الْقَتْلَ

الْأَصْدِقَاء يَعْنِي النَّمِيمَة

الثَّقَافَة يَعْنِي الْكَذِب

التَّارِيخ يَعْنِي التَّكْرَار و الدَّوْلَة هِي الدَّوْلَة

بَيْنَ يَدَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ نَحْن لَسْنَا سُعَدَاء

نَحْن لَسْنَا تُعساء

نَحْنُ لَا شَيّ أَلْبَتَّة

بَيْنَ يَدَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ نردد الْكَلِمَات

الْحُرِّيَّة ، الْخُبْز ، الْحَبّ

الْحُرِّيَّة ، الْخُبْز ، الْحَبّ

الْحُرِّيَّة ، الْخُبْز ، الْحَبّ

الخُبز آيَتِهَا الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ و الْمُتَفَرِّقَة

الْحَبّ أَيُّهَا اللَّه

الْحَبّ أَيُّهَا اللَّه

الْحَبّ أَيُّهَا اللَّه

الْحُرِّيَّة آيَتِهَا الْأَصْفَاد و الأَسْلاك الشَّائِكَة

و الْحَيَاة الْحَيَاة

الْحَيَاة بَيْنَ يَدَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ

غَدًا تَحْت المقصلة ، أَوْ بَيْنَ السَّلَاسِل

سأُطالب بِالْحَيَاة الْجَدِيدَة

فالحياة الَّتِي يَتَحَدَّثُون عَنْهَا فِي الْكُتُبِ

و الْحَيَاةُ الَّتِي نَرَاهَا فِي الإعْلاَنَات التِّلِيفِزْيونِيَّة

و الْحَيَاةُ الَّتِي تَنَام عَلِيّ الأرْصِفَة

لَيْسَتْ هِيَ الْحَيَاةُ الَّتِي نُرِيد

بَيْنَ يَدَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ نردد الْكَلِمَات

نردد الْكَلِمَات بَيْنَ يَدَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ

الحُرية ، الْخَبَر ، الحُب.

الحُرية ، الْخُبْز ، الحُب.

الحُرية ، الْخُبْز ، الحُب .

القصيدة مقروءة  بصوت لمي 
من هنا