Posts

Showing posts from 2021

مقتطفات من رسائل وليد أبو دقة

Image
  مقتطفات من رسائل وليد أبو دقة، أسير منذ العام 1986 إلى اليوم. من يوقف الزمان فهذا دمي الذي ينزف لا الدقائق , و تلك روح رفاقي التي تحلق لا عقارب الساعة قيل، "لا يقطع النهر مرتين" واللحظة لا تتكرر، والزمان ينساب في علب المكان، والمكان يتآكل فلا تتشابه الأيام والسنين. لكن نهر السجون،يقطع آلاف المرات ويقطعنا بزمانه ومكانه كسكين مثلوم. علب السجون، مستنقع للزمان آسنة، فحين يصبح للزمان مستنقع يغدو له رائحة الموت وللموت رائحة الموت ولا شيء غير ذلك." إن الكف عن الشعور بالصدمة والذهول، إن الكف عن الشعور بأحزان الناس.. أي ناس؟ وإن تبلد المشاعر أمام مشاهد الفظائع.. أي فظائع؟ كان بالنسبة لي هاجسًا يوميًا، ومقياسي لمدى صمودي وصلابتي. إنّ الإحساس بالناس وبألم البشرية هو جوهر الحضارة، جوهر الإنسان العقلي هو الإرادة، وجوهره الجسدي هو العمل، وجوهره الروحي هو الإحساس، والإحساس بالناس وبألم البشرية هو جوهر الحضارة البشرية. وهذا الجوهر بالذات هو المستهدف في حياة السجين على مدار الساعات والأيام والسنين، أنت لست مستهدفًا ككائن سياسي بالدرجة الأولى، وأنت لست مستهدفًا ككائن ديني أو كائ...

ازرع كل الارض مقاومة - فؤاد حداد

Image
  ازرع كل الارض مقاومة ترمي في كل الارض جدور إن كان ظلمه تمد النور وإن كان سجن تهد السور كون البادئ كون البادئ كُل فروع الحق بنادق غير الدم محدش صادق من أيام الوطن اللاجئ إلي يوم الوطن المنصور ازرع كل الأرض مقاومة خلي الاصل وخلي الدين والحق الواحد شاهدين خلي سلاحنا في كل يمين ولا يضعف ولاعمره يلين خلي الصبر شهور وسنين يسند ظهر معديين خلي عرقنا يلاقي جبين يقطر منه علي فلسطين وعيدان الحي الجايين ينبتوا في الوطن المنصور ازرع كل الأرض مقاومة يالي جراحك والدة جراح خللي في يد الجندي سلاح زي العامل والفلاح زي الثورة والاصلاح ولا يقدر مؤمن يرتاح ولا يفرح ويا الافراح ولا يفرد علي عشة جناح ولا يلقي اولاده ملاح ولا يعرف في الدنيا صباح الا في الوطن المنصور ازرع كل الأرض مقاومة   فؤاد حداد من أبرز شعراء العامية في منتصف القرن العشرين، فهو المؤسس الحقيقي لشعر العامية الملحمي في مصر، وكان دائما ما يعرف نفسه قائلا: أنا والد الشعراء فؤاد حداد. أطلق عليه كذلك فنان الشعب، حيث استلهم من الشعب المصري، عدد من الملاحم التي كتبها، مثل أدهم الشرقاوي. ولد فؤاد سليم حدٌاد بحى الظاهر بالقاهرة، والده سليم...

أنا قطار الحزن - من قصائد نزار قباني

Image
أنا قطار الحزن أركب آلاف القطارات            .. وأمتطي فجيعتي وأمتطي غيم سجاراتي حقيبة واحدة .. أحملها .. فيها عناوين حبيباتي .. من كن ، بالأمس ، حبيباتي يمضي قطاري مسرعا.. مسرعا .. يمضغ في طريقه لحم المسافات يفترس الحقول في طريقه يلتهم الأشجار في طريقه .. يلحس أقدام البحيرات يسألني مفتش القطار عن تذكرتي .. وموقفي آلاتي .. وهل هناك موقف آتي ؟ فنادق العالم لا تعرفني .. ولا عناوين حبيباتي .. لا رصيف لي أقصده .. في كل رحلاتي أرصفتي جميعها .. هاربة .. هاربة .. مني محطاتي .. هاربة .. مني محطاتي

جبران خليل جبران والحلم الصهيوني

Image
  ”تركت العرب واليهود يبحثون بأنفسهم عن حلّ للقضية الدينية الملحّة وعن قضية السلام في فلسطين. ونتيجة لهذا الوضع حصلت الكارثة الحالية“. جبران خليل جبران والحلم الصهيوني قد يكون القارئ على علم بآراء جبران في الأدب، المجتمع والأخلاق، فقد دوّن كلّ ذلك في كتاباته ومؤلّفاته. لكنّ القارئ العربي قد يُفاجأ بآراء جبران في السياسة، وعلى وجه الخصوص بما يتعلق بالصهيونية وأحوال العرب واليهود في هذه البقعة من الأرض. لقد عثرت مؤخّرًا على مقابلة صحفيّة نادرة مع جبران أجريت معه في نيويورك عام 1929، أي قبل عامين من وفاته. وعلى ما يبدو فقد جاءت المقابلة بعد صدور ترجمة ”النبي“ سنة 1929 إلى لغة الإيديش، حيث انتدبت صحيفة ”در طاغ“ (= اليوم) الصادرة بلغة الإيديش موفدها للتحدث إليه، وقد اقتبست المقابلة صحيفة ”دافار“ العبرية الصادرة بتاريخ 20 أكتوبر من ذات السنة. ”خليل جبران، شاعر-مفكر لبناني، يعيش منذ سنوات كثيرة في أميركا. يكتب في الغالب بالإنكليزية، غير أنّ ترجماته للعربية تُعدّ ذروة في التعبير الأدبي العربي في هذا الجيل“. هكذا تمّ تقديم الكاتب والشاعر اللبناني المغترب لقراء الصحيفة. يظهر جبران في المقابل...