قصيدة جبران خليل جبران - اليوم عيد البائس المتألم

 

اليوم عيد البائس المتألم 



اليوم عيد البائس المتألم
واليوم عيدالخافض المتنعم
عيدان لا ندري أأوفر فيهما
جذل المزكي أم سرور المعدم
قسمت حظوظ الناس إلا أنه
لاحظ في الدنيا كحظ المنعم

 طوباك يا سمعان إن من الندى

 ما لا يقومه حساب مقوم

 طوباك يا ابن سليم 

فاهنأ واعتبط بجميل خظك في حياتك واسلم

 من نصف قرن شاء رهط أعزة

 في قومهم تأسيس هذا المعلم 

بيقين أن البر ليس ببالغ غاياته 

إن كان يغر منظم ما أحسن الإحسان

 وهو مصرف في وجهه تصريف رأي محكم

 نهجوا الصراط المستقيم 

وليس في سبل المروءة من سبيل أقوم

 وتطوعوا مبترعين بمالهم وبوقتهم 

نبلا ومحض تكرم

 من وسع المولى عليه برزقه أيضن بالدينار أو بالدرهم

 لله ما لاقوه أول أمرهم من كل ثان وجهه متبسرم

 ومحاول متفلسف ومطاول متعسف ومماطل متحكم 

صبوا وما فيمطلب متجشم كعناء ذاك المطلب المتجشم 

متكلفين من المور أمضها لنفوسهم

 ونفوسهم لم تسأم 

ذاعت دعايتهم فعاد نداؤهم بإجابة

 والفضل للمتقدم وبنى الثبات بناءه

 حتى غدا بجلاله أمنية المتلوم

 يتعاقب الرؤساء والمترسمو آثارهم في المنهج المترسم 

متألبين عصابة خيرية فخر

 العميد بها كفخر المنتمي

 جمعت إلى أهل الحمية والندى أهل الكياسة والمقال

 افمحم من مرصد 

وقفا أعد به حمى ومباءة للمعتفي والمحتمي

 ومساهم في البر موف قسطه 

يرمي معاذير الشقاء بأسهم



جبران خليل جبران

شاعر ورسام وكاتب عربي لبناني من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان هاجر صبيًا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، واشتهر في المهجر بكتابه النبي الذي صدر عام 1923م توفي جبران في نيويورك في 10 نيسان 1931م عن عمر ناهز 48 عاماً؛ بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان وتحققت أمنيته عام 1932م حيث نقل رفاته إليها ودفن هناك فيما يعرف الآن باسم متحف جبران.






Comments

Popular posts from this blog

الشاعرة ليلى عيد حين جاء الحب

وديع سعادة - الطريق

جبران أعطني الناي و غني