تنسي كأنك لم تكن - محمود درويش



 تَنْسَى كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ
 تَنْسَى كَمَصْرَعِ طائِرٍ
كَكَنيسَةٍ مَهْجورَةٍ

تَنْسَى
كَحَبٍّ عابِرٍ
وَكَوَرْدَةٍ فِي الثَّلْجِ
تَنْسَى.
انًّا لِلطَّرِيقِ
هُنَاكَ مِنْ سَبَقَتْ خُطَاه خَطًّاي
مِنْ اَمْلَى رُؤاه عَلَى رَؤَاي
هُنَاكَ مِنْ نَثْرِ الكَلامِ عَلَى سَجيَّتِهِ
لِيُعَبِّرَ فِي الحِكايَةِ

اَوْ يُضِيءُ لِمَنْ سَيَأْتِي بَعْدَهُ
أَثَرًا غِنَائِيًّا وَجَرَسًا
تَنْسَى كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْشَخْصًا وَلَا نَصًّا . .
 
وَتَنْسَى

 
امْشِي عَلَى هَدْيِ البَصيرَةِ

رُبَّمَا أُعْطي الحِكايَةَ 
سيرَةً شَخْصيَّةً
 فَاَلْمُفْرَداتُ تَقُودُنِي وَأَقودُها
انَا شَكْلَها
وَهِيَ التَّجَلِّي الحُرُّ

لَكِنْ قِيلَ مَا سَأَقُولُ
يَسْبَقُنِي غَدٌ مَاضٍ
انَا مَلِكُ الصَّدَى

 لَا عَرْشَ لِي اَلَا الهَوامِشَ
 فَالطَّرِيقُ هوَ الطَّريقَةُ
رُبَّمَا نَسيَ الأَوائِلَ وَصْفَ شَيْءٍ مَا
لاوَّقِظْ فِيه عاطِفَةٌ وَحِسًّا
 تَنْسَى كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ خَبَرًا وَلَا أَثَرًا

وَتَنْسَى
انًّا لِلطَّرِيقِ هُنَاكَ

مِنْ تَمْشِي خُطَاه عَلَى خَطًّاي
 وَمِن سِيسْبَقْنِي الَّى رُؤْيَايْ
مِنْ سَيَقُولُ شِعْرًا فِي مَديحِ حَدائِقِ المَنْفَى اِمامَ البَيْتِ
حُرًّا مِنْ غَدِي المَقْصومِ
مِنْ غيَّبي وَدُنْيايَ

 
حُرًّا مِنْ عِبادَةِ الأَمْسِ
 مِنْ فُرْدوسي الأَرْضيِّ
حُرًّا مِنْ كِنَايَاتِي وَمِن لُغَتِي
فَأَشْهَدُ أَنَّنِي حُرٌّ وَحَيٌّ حِينَ . . أَنْسَى ”
مَحْمودُ دَرْوِيشٍ . . تَنَسَّي كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ

https://soundcloud.com/samialkhabbaz/y7nsxi2kfhet

Comments

Popular posts from this blog

وديع سعادة - الطريق

حكم سيوفك في رقاب العذل - شعر عنترة بن شداد

مقتطفات من رسائل وليد أبو دقة